يوم الخميس ٥/شوال/١٤٤١ الموافق ٢٩/مايو/٢٠٢٠م

لقاء الفنان إحسان برهان مع فنون المها

الفنان احسان برهان تلخيصا لروائع أعماله على مدار مشواره الفني، حيث اجتمعت أكثر من اربعين لوحة على جدران المركز السعودي للفنون التشكيلية وتحمل فكرا ورؤى ميزها بأسلوبه الواقعي، كما تنوعت المواضيع والأساليب الفنية التي طرحها في لوحاته التي تصور البيئة السعودية بحاراتها وأبنيتها القديمة وحقولها وبساتينها، ويأتي هذا المعرض الذي افتتحه الفنان التشكيلي هشام بنجابي وسط حضور لفيف من أصدقاء وجمهور الفنان الكبير بعد معرضه الاول الذي اقيم في القنصلية الفرنسية. في البداية تحدث الفنان هشام بنجابي عن تجربة برهان قائلا: الفنان احسان برهان في مقام الابن لي وانا متابع لاعماله منذ قرابة ثلاثين عاما، وأجده في هذه الفترة اثبت نفسه في الساحة التشكيلية باعماله القوية التي تصل بك دائما إلى قمة العمل الفني، فهو صاحب توازنات لونية يعالجها دائمًا بلمسات وينجح كثيرًا في خلق التوازن البصري الذي يصنعه في أركان مختلفة من اللوحة، كذلك اهتمامه الدائم بالعنصر المعماري المحمل بالموروث والتاريخ المتوافق في العمل بكل أحاسيسه، كما انه يأخذك من خلال لوحاته إلى عالمه التكويني واللوني المميز برؤى جديدة وجماليات متمثلة في البساطة والثراء الدائم في الزخارف وهو دائما يستخلص الجوهر ويعرضها بشكل جديد وبلون مميز، كل هذه مقومات تجعل من احسان برهان فنانا قديرا وحول المعرض قال الفنان احسان برهان: اعترف بأن هذه الخطوة جاءت متأخرة لاني انشغلت بفن الديكور، إلا أنه على الرغم من هذا الابتعاد لم أتوقف عن الرسم، واعمالي أقدمها بتلقائية مكشوفة، والبيئة هي الأكثر حضوراً في لوحاتي لكونها جزءا مني عشت بتفاصيلها كما عاشها آبائي جعلني أرسم المدينة الحجازية بتضاريسها وبيوتها القديمة ورواشينها، اما الاسلوب الفني الذي افضله عند الرسم فهو الواقعي أو التعبيري وأحاول الابتعاد ما أمكن عن التجريد ليتمكن أكبر عدد من الجمهور من الدخول إلى عالم اللوحة وقراءتها وتلمس معانيها والجماليات التي تحملها بعيدا عن الغموض المعقد. وحول ثقافة الفنان يقول برهان: التجربة الفنية التشكيلية لا يمكن أن تتطور ما لم يثقف الفنان نفسه، مع ضرورة التواصل مع لوحات الآخرين لمتابعة كل ما هو ثقافي مهما تنوعت القوالب والتي تؤكد على أن الثقافة عالم متكامل ومتنوع بصريا وفينا. من جهتها أشادت مديرة المركز السعودي للفنون التشكيلية الفنانة منى القصبي بالمعرض وتجربة برهان وقالت: يعتبر احسان برهان من الفنانين الذين استطاعوا ان يصنعوا لأنفسهم عالما خاصا، حيث تميز بسحر عالمه التعبيري ليسرد من خلاله البيئة والواقع، قدم من خلال ذلك معرضا منوعا بصريا وفنيا، ولد احساسا لدى المشاهد أن اللوحات لعدة فنانين وليست لفنان واحد، وهذا جانب يحسب له، وقد طرح برهان من خلال لوحاته مواضيع انسانية تراثية نابعة من إحساسه بالآخرين وتأثره بهم لينقل همومهم وأحاسيسهم بريشته. فنان تسجيلي وكشف الفنان التشكيلي عبدالله نواوي عن السمات في لوحات برهان فقال «الفنان احسان من الفنانين الذين تابعتهم قبل 25 سنة وهو فنان يتطور يوما بعد يوم واعتبرهم من الاوائل في العملية الانطباعية والواقعية في اعماله التشكيلية، وهو يتميز بمحافظته على قوة عمله ونوعية الخامة التي يستعملها خاصة في الالوان الزيتية، وأجد ان هذا المعرض يعتبر قفزة رائعة خاصة في رسوم الخيول والشخصيات ورسوم الرواشين القديمة التى تمثل التراث القديم وهذا بمثابة تسجيل للحركة التشكيلية وللفن التشكيلي بشكل عام، ومن الملاحظ أن الفنان احسان يعد من افضل الفنانين التسجيليين حيث استطاع ان يصور ويسجل واقع الحياة، كما أن اعماله يقدمها بفكر وليس بارتجال». تجاوز وابداع ويحصر الفنان التشكيلي يوسف ابراهيم الحديث في حدود ما قدمه برهان في معرضه الأخير قائلا «هو فنان تخطى بإبداعه حدود الجمال واستطاع بريشته ورؤيته النقية وفكره الجميل توثيق مجموعة رائعة من التراث القديم، كما استطاع تجاوز الكثيرين بأسلوبه وفكره وان كان غائبا لفترة طويلة عن الساحة التشكيلية، لكن اعماله وابداعه كانا حاضرين ويحكيان قصصا ساهمت ريشته على عدم اندثارها، كما يتمير برهان بثقته في استخدام اللون والتباين الواضح والانسيابية الجميلة في الحركة والتفاصيل التى قد لا تلحظها إلا أعين فنان واع نقي